Description:

يسعى كتاب التكامل المعرفي عند أهل النظر التوحيدي إلى تأكيد العلاقة الوثيقة بين الرؤية التوحيدية للعالَم والتكامل. وتجلّى التكامل بوصفه بنية عميقة تحكم العقل الإسلامي، وله مستويان؛ المستوى الأول: التكامل النظمي، الذي تتواشج فيه العناصر والأفكار وَفْق ناظم محدد، لتصنع لنا أرضية معرفية يقف عليها المستوى الثاني المتمثل في التكامل المقامي: وهو عروج الفكر عبْر مقامات، ليصل إلى اكتمال الفهم والتفسير. ويضاد التكامل أساليب التكفير الاختزالية، والأخيرة التي يمثلُها التَّسافُل؛ إذ يتسافل الفكر عبر تفكيكات، ويتسافل نحو دركات. بيّن الكتاب حديثاً عن أربع شخصيات فلسفية توحيدية، هي: محمد أبو القاسم حاج حمد، ومشروعه في فلسفة الوجود وأسلمة المعرفة. ومذهب الإنسانية الإيمانية عند عبد الوهاب المسيري. وفي فلسفة الأخلاقية الائتمانية لطه عبد الرحمن، وآخرهم فلسفة الحضارة عند مالك بن نبي. وبالرغم من اختلاف موضوعات هؤلاء الفلاسفة إلا أن التكامل المعرفي هو ما يُشكّل البنية العميقة، والهندسة المعرفية لأطروحاتهم جميعاً.